أبو ظبي – صوت الإمارات
اختُتمت الدورة العاشرة من معرض توظيف أبوظبي 2016، الخاص بالتوطين، فعالياتها أمس، والتي استمرت ثلاثة أيام، إذ شهد المعرض إقبالًا لافتًا من الباحثين عن عمل والطلبة الراغبين في التعرف الى احتياجات سوق العمل الإماراتية المستقبلية، وأشار القائمون على المعرض الى أن إجمالي عدد زواره خلال فترة افتتاحه أمام الجمهور، بلغ نحو 14 ألفًا، فيما بلغت عدد طلبات التوظيف التي تلقتها الجهات المشاركة أكثر من 35 ألف طلب، فيما طالب مواطنون باحثون عن عمل بضرورة اقرار آلية واضحة لمتابعة طلبات التوظيف، التي يتم تقديمها في معارض التوظيف، لضمان الجدية.
وشهد المعرض في دورته الحالية اطلاق حزمة مبادرات، منها مبادرة jobs@Tawdheef، التي تعمل على تقديم جائزة لثلاث شركات قامت بإجراء أكبر عدد من المقابلات خلال الحدث، بهدف تحفيز الشركات على تقديم أكبر عدد ممكن من الفرص الوظيفية، بالإضافة الى اطلاق مبادرة "انترنس مي"، والتي تتيح التقاط مقطع فيديو قصير لزوار المعرض الباحثين عن عمل، وفسح المجال للشركات المشاركة في المعرض للاطلاع على تلك المقاطع في وقتهم الخاص، ومن ثم التواصل مع المرشحين الأفضل بالنسبة لمؤسساتهم، كما شهد المعرض، وللمرة الأولى، تنظيم ندوات متخصصة، تهدف الى تثقيف المواطنين والباحثين عن عمل حول كيفية التخطيط للخيارات الوظيفية من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية على المدى الطويل.
وطالب مواطنون باحثون عن عمل، محمد إبراهيم، وحمدان خميس، وسارة جلال، ونورة الزعابي، بضرورة وجود آلية واضحة لمتابعة طلباتهم التي تقدموا بها للعديد من الجهات المشاركة في المعرض، مشيرين إلى أن المسميات الوظيفية غير محددة، والغالبية العظمى من الاجنحة وفرت خدمة التقديم الالكتروني وتحميل السيرة الذاتية، على أمل التواصل معهم بعد المعرض وفق الشواغر المتاحة ومدى تطابقها مع تخصصاتهم.
وطالبوا بمعرفة أسباب رفض طلباتهم في التوظيف، حتى يتسنى لهم تطوير خبراتهم أو الحصول على دورات تدريبية تؤهلهم لنيل فرصة العمل في حال كانت تخصصاتهم غير مطلوبة حاليًا في سوق العمل، لافتين إلى أن معارض التوظيف في شكلها الحالي لا تقدم وظائف فعلية، ويمكن الاستغناء عنها بالتقدم المباشر على المواقع الالكترونية الخاصة بالجهات المشاركة.
وأشار محمد علي، وناصر عبدالرحمن، وسعود مبارك، إلى أن معرض التوظيف يركز على تخصصات بعينها سنويًا تتلخص معظمها في الطب والهندسة، أو التخصصات الفنية بصورة عامة، وتناست الشركات بعض التخصصات التي تعاني ندرة المواطنين مثل تخصصات القانون، والسياحة، والعلاقات الدولية، مطالبين بضرورة تنظيم معارض للتخصصات العلمية الفنية، ومعارض خاصة بالتخصصات الأخرى التي تغفل عنها معظم الجهات المشاركة.
وأكد مواطنون باحثون عن عمل أن معيار نجاح معارض التوظيف ليس بعدد الزوار، وإنما بعدد المواطنين الذين حصلوا على وظائف، مطالبين القائمين على تلك المعارض بتحمل المسؤولية، وأخذ تعهد من الجهات المشاركة بتوظيف نسبة من المتقدمين خلال انعقاد المعرض، مشددين على ضرورة وضع شرط على الجهات المشاركة في معارض التوظيف بتوفير آلية واضحة لمتابعة طلبات التوظيف، وتحديد مدة زمنية للرد على المتقدمين، سواء بالقبول أو الرفض، مع إبداء أسباب الرفض والاعلان عن عدد الوظائف التي تم شغرها فعليًا من خلال معرض التوظيف.
وأشاروا إلى أن معارض التوظيف تهتم في المقام الأول بالجانب الدعائي، ولا توفر لهم معلومات واضحة عن نوعية الوظائف المطلوبة ومميزاتها، وتقتصر على تقدم الطلبات إلكترونيًا، أو ترك السيرة الذاتية، لافتين إلى أنهم شعروا في كثير من الأجنحة بأن العاملين بالجناح لا علم لهم بالوظائف وان المشاركة دعائية فقط، مؤكدين أن زيارتهم للمعرض تعتبر سنوية ولم يحصلوا على أي وظيفة من خلاله سابقًا، وأن التوظيف من خلال الجهات الحكومية المعنية بالتوطين هو الوسيلة الأجدى، بعيدًا عن المعارض الدعائية التي لا توجد أي طريقة للتواصل مع الجهات المشاركة بها بعد انتهاء أيام المعرض.
وأكدت مديرة معرض توظيف أبوظبي، حياة جماعي، النجاح الكبير للمعرض، وهو ما عكسه تخطي عدد الزائرين للمعرض الرقم المتوقع سابقًا، مشيرة إلى انهم تواصلوا مع العديد من الجهات المشاركة، وأن هذه الجهات وفرت أرقامًا للتواصل مع الباحثين عن العمل عقب المعرض.
وذكرت إن معظم الجهات طلبت من الذين قدموا طلبات توظيف لديها الانتظار أسبوعين، وفي حالة عدم التواصل معهم يمكنهم التواصل والسؤال عبر رقم تم تخصيصه لهذا الموضوع، مشيرة إلى أن الاستفادة من المعرض لا تقتصر على الحصول على وظيفة، ولكنها تشمل معرفة احتياجات سوق العمل، وتعريف وتدريب المواطنين على طريقة كتابة السيرة الذاتية واجراء مقابلات التوظيف، بالإضافة إلى برامج التدريب التي سجل فيها عدد كبير من الزائرين، وستوفر لهم عملًا مستقبلًا.